أبو الوليد مشرف
عدد المساهمات : 21 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 29/03/2011
| موضوع: ذكرى معركة جنين البطولية الأحد أبريل 03, 2011 2:56 pm | |
| يحيي اهالي ومؤسسات وفعاليات جنين عامة ومخيم جنين خاصة الذكرى السنوية التاسعة لمعركة ومجزرة مخيم جنين التي تصادف اليوم الاحد .
ففي الساعة الثانية من فجر 3-4-2002 ، شنت قوات الاحتلال هجومها الواسع على مدينة ومخيم جنين بمشاركة المئات من افراد الوحدات المختارة في جيش الاحتلال بمساندة الطائرات والدبابات التي قصفت المخيم وحاصرته مع المدينة على مدار اسبوعين في الحملة التي اطلق عليها وزير الدفاع الاسرائيلي ارئيل شارون حملة " السور الواقي " .
معارك عنيفة
وشهد المخيم معارك عنيفة بين قوات الاحتلال و المقاومة الفلسطينية التي شكلت غرفة عمليات مشتركة ضمت مقاتلي "كتائب شهداء الاقصى" الجناح العسكري لحركة "فتح" ،و"كتائب الشهيد عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" ، و"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الاسلامي" ، و"الجبهة الشعبية" ومجموعات من ضباط وافراد الامن الفلسطيني بقيادة الشهيد ابو جندل ، اضافة للعشرات من المقاتلين المتطوعين واهالي المخيم والمدينة والبلدات والقرى المجاورة ومدينة طولكرم ممن حضروا للمخيم ورفضوا الاستسلام مع مقاتليه رغم الحصار المشدد والقصف الذي لم يتوقف . الوحدة الوطنية
وتحت راية الوحدة الوطنية ورغم امكاناتها القتالية المتواضعه ، خاضت المقاومة في المخيم معارك شرسة وضاربة مع الاحتلال الذي اضطر لاستبدال قواته ثلاثة مرات باشراف شارون الذي حضر شخصيا للاشراف على عمليات الجيش الذي تعرض لعدة كمائن ادت احداها لمقتل 13 جندي اسرائيلي .
العبوات الناسفة ويعتبر سلاح العبوات التي صنعها مقاتلي المخيم من اكثر الوسائل القتالية التي تميزت بها معركة المقاومة في مخيم جنين ، حتى ان جنود الاحتلال اعترفوا عقب المجزرة " انهم كانوا لا يجروان على الحركة والتنقل بسبب العبوات التي كانت تعترض طريقهم في كل زواية وشبر من المخيم "، وفي شهادة اخرى قال احد الجنود الاسرائيليين " ان الجنود حوصروا بين رصاص المقاتلين "المخربين " وعبواتهم الناسفة ، فالعبوات كانت بانتظارهم في الشوارع وبين الازقة وعلى بوابات المنازل ، وحتى تحت مواسير المياه ، مما اثار الرعب والخوف لدى الجنود ".
رفض الاستسلام ورغم الحصار المكثف ، والقصف المتواصل الذي ادى لارتفاع عدد الشهداء وسقوط العشرات من الجرحى ، رفض مقاتلي المخيم الاستسلام والخضوع لتهديدات الاحتلال الاسرائيلي الذي دمر كل مقومات الحياة في المخيم والمدينه وعزلهما بشكل كامل عن العالم الخارجي ، وقصف مولدات الكهرباء وخطوط المياه وشبكات الاتصالات التي قطعت وعاش الاهالي في عزله وظلام دامس ، بينما ورغم النقص في المواد التموينية التف الاهالي حول المقاومة وتقاسموا الطعام والماء حتى نفذ وعانى الاطفال من نقص في الحليب واحتياجاتهم الرئيسية.
منع الاسعاف
ومع اتساع نطاق المعارك ، منع الاحتلال سيارات الاسعاف والفرق الطبية وطواقم الهلال الاحمر والصليب والاحمر ووكالة الغوث الدولية وكافة المؤسسات الحقوقية والانسانية ووسائل الاعلام والصحفيين من دخول المخيم ، ونزف بعض الجرحى في الشوارع في ظل عدم توفر الاسعاف والنجدة لهم حتى الموت ومنعت اسرائيل نقلهم للعلاج في مستشفى الشهيد خليل سليمان الملاصق للمخيم.
تدمير المخيم
الصمود الاسطوري للمقاومة رغم استشهاد عدد من قادتها وعناصرها ، ورفض رفع راية الاستسلام واعلان المقاتلين عن موقفهم القتال حتى النصر والشهادة ، دفع الاحتلال لارسال وحدات متخصصة في الاقتحامات للمخيم وبعدما جوبهت بنيران المقاومة ، استخدم الاحتلال البلدوزرات الامريكية الضخمة التي هدمت المنازل فوق رؤوس ساكنيها ، وكانت حصيلة تلك العملية هدم 455 منزلا بشكل كامل في احياء الحواشين وجورة الذهب والساحة الرئيسية اضافة لتدمير 800 منزل بشكل جزئي .
النكبة الجديدة
اهالي المخيم الذين تعلموا تاريخ النكبة الاولى عام 1948 عندما طردوا وهجروا من مدنهم وقراهم ولجاوا الى جنين وتاسس اول مخيم فيها ، عاشوا تلك التجربة خلال مجزرة المخيم ، فبعدما بدات عمليات الهدم للمنازل جمع الجنود الاهالي في الساحات واعتقلوا الشبان والرجال بينما شردوا النساء والاطفال والمسنين وارغموهم على مشاهدة ابناءهم وازواجهم يخضعون للتفتيش العاري والاعتقال ، بينما شردوا الى ما بعد المجزرة ولاكثر من عامين الى مدينة جنين والبلدات المجاورة ، في منظر اعاد لهم صور النكبة وهم يجبرون على الخروج بين الدبابات والجنود رافعين الرايات البيضاء بعدما دمرت كل مقومات حياتهم واعتقل كل رجالهم ، وبعضهم نجا من الموت باعجوبة .
اليوم الاخير
في اليوم العاشر من المعركة ، اكملت قوات الاحتلال هدم منازل الاحياء المذكورة وحاصرت من تبقى من المقاتلين والاهالي في احد المنازل مهددة بهدمه ، ويتذكر المحرر النائب جمال حويل تلك اللحظات بالقول " بعد الصمود البطولي شرعت البلدوزرات بهدم المنازل لارغامنا على الاستسلام وتضييق الخناق علينا ، ولكن كان القرار الجماعي بالصمود والثبات والمقاومة حتى الرمق الاخير ".
حويل الذي كان مطلوبا لقوات الاحتلال منذ اندلاع انتفاضة الاقصى بدعوى تاسيس وقيادة "كتائب شهداء الاقصى" ، اضاف " استمرت المعارك والاحتلال يطاردنا حتى حوصرنا في اخر منزل تبقى في وسط المخيم اكثر من 27 مقاتلا ، وبدا الاحتلال بالضغط علينا ومطالبتنا عبر مكبرات الصوت بالاستسلام مهددا بقصف المنزل علينا "، ويضيف " ومع تدهور اوضاع المصابين منا ، واستمرار تهديدات الاحتلال اطلقت نداءا عبر قناة الجزيرة للجميع اكدت فيه ان الاحتلال قرر ارتكاب مجزرة بحقنا لكننا صامدون لان صمودنا جزء من صمود الرئيس ياسر عرفات في الكرامة وبيروت والمقاطعة في رام الله ، وابلغت الجميع اننا نهدي صمودنا وما فيه من انتصار وان لم يكتمل للرئيس ابو عمار ولشعبنا وكل احرار امتنا ممن دعاهم لقراءة الفاتحة على ارواح المحاصرين .
نداء حويل ، اثار ردود فعل غاضبة وبدا تحرك واسع النطاق من قبل مؤسسات انسانية ودولية وعدة اطراف حقوقية والصليب الاحمر ، كما تدخل الرئيس ياسر عرفات وعدة اطراف منها الشيخ حسن نصر الامين العام لحزب الله ، واستمرت الاتصالات والضغوط حتى تم التوصل لاتفاق قضى بخروج المقاتلين ، ولكن الاحتلال يقول حويل " حاول ارغامنا للخروج عراة فرفضنا وفضلنا الشهادة على ذلك ، وبعد مفاوضات استمرت 12 ساعة تمكنت قوات الاحتلال من اعتقال المقاتلين ".
ولدى خروجهم اصطف المئات من الجنود مشهرين اسحلتهم نحوهم ، ولكن قائد الحملة الاسرائيلي يقول حويل "وقف امامنا وادى التحية العسكرية لنا امام الصمود الاسطوري في مواجهة كل اسلحة الدمار الاسرائيلية ".
نتائج المجزرة المعركة
استمر الاحتلال في حصار المخيم ، ورفض السماح للطواقم والبعثات الدولية وخاصة الطبية والانسانية دخول المخيم لاجلاء الضحايا والشهداء الذين دفن بعضهم تحت انقاض المنازل مما ادى لتعفن الجثت ، بينما تحول ساحة مستشفى جنين لمقبرة مؤقته لجثت الشهداء ، وفي نهاية المجزرة تبين ان قوات الاحتلال قتلت 63 شهيدا بينهم 23 مقاتلا ، وقتل خلال المعارك مع المقاومة 23 جنديا بحسب اعتراف الاحتلال اضافة لاصابة العشرات من الجنود ، وكانت حصيلة الاعتقالات المئات ، لكن افرج عن غالبيتهم ولا زال اكثر من مئة منهم يقبعون في السجون بينهم عدد من قادة المعركة وعناصرها ممن صدرت بحقهم احكام بالسجن المؤبد ومدى الحياة . كما لا يزال مصير اثنين من اهالي المخيم مجهولا ، ولم يعثر على جثتهم ولم يعترف الاحتلال باعتقالهم هما جمال الفايد –وهو معاق – ولطفي البدوي .
وخسر المخيم خلال نيسان ، العديد من قادة المقاومة الذين سقطوا خلال المعارك مع الاحتلال ومنهم ، الشهيد زياد العامر مؤسس وقائد كتائب الاقصى والشهيد محمود ابو حلوة قائد كتائب القسام والشهيد محمود طوالبة قائد سرايا القدس والشهيد ابو جندل قائد مجموعات الامن الوطني ،
وحظى اهالي المخيم بدعم كبير عقب المجزرة من السلطة الوطنية والرئيس ياسر عرفات ، وكافة قوى ومؤسسات وفعاليات وجماهير شعبنا في محافظة جنين وكافة ارجاء الوطن والداخل بينما قدم الرئيس الشهيد العراقي صدام حسين مساعدات مالية لمن هدمت منازلهم اما الراحل سمو الشيخ زايد بن نهيان رئيس دولة الامارات فقد اعاد الحياة لاهالي المخيم ببناءه مجددا .
ورغم قرار مجلس الامن بتشكيل لجنة تحقيق رسمية في احداث المجزرة الا ان اسرائيل منعت اللجنة من الوصول ولم يدخل القرار الدولي حيز التنفيذ ، ورغم معاناة وتدهور اوضاع المخيم فانهم رفضوا المساعدات التي قدمتها الوكالة الامريكية للتنمية .
في الذكرى
ولاحياء الذكرى ، شكلت مؤسسات وفعاليات المخيم لجنة وطنية واسلامية موحدة عقدت سلسلة اجتماعات قررت خلالها اطلاق الفعاليات تحت شعار " الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام ".
وافاد عدنان الهندي رئيس اللجنة الشعبية للخدمات في المخيم ، ان القوى والفصائل تدارست خلال الايام الماضية برنامج الفعاليات بروح وطنية استهلمت الدروس والعبر من تجربة الوحدة والتلاحم التي جسدها المخيم في معركة نيسان حيث كان سر الثبات والصمود ونجاح المقاومة هو الوحدة الوطنية ، واضاف " وفي اجواء الحديث عن الحوار واستعادة الوحدة وانهاء الانقسام في ظل مبادرة الرئيس محمود عباس لزيارة غزة قررنا ان تنطلق الفعاليات لتكون دعامة ومساندة ورسالة من ارض الوحدة الوطنية بضرورة تعزيز الجهود لانهاء الانقسام وتحقيق المصالحة لحشد كل طاقات شعبنا لمواصلة مسيرة الشهداء نحو تحقيق اهدافنا العادلة والمشروعة .
وذكر الهندي ، ان الفعاليات التي تشارك بها كافة الفصائل الوطنية والاسلامية ومؤسسات وفعاليات المخيم تشمل انشطة وطنية وثقافية ورياضية على مستوى المحافظة والوطن وستتوج بمهرجان مركزي في ظلال العلم الفلسطيني والوحدة الوطنية في العاشر من نيسان الجاري .
واشار عطا ابو ارميلة امين سر حركة فتح في الاقليم الى حرص الجميع على انطلاقة الفعاليات بروح وطنية موحدة تعتبر رسالة دعم للجهد الوطني المبذول لانهاء الانقسام ، واضاف " قررنا ان تكون بداية انهاء المحطة المؤلمة من حياة شعبنا من جنين ، ومن ارض المخيم نجسد ذلك لنعزز وحدتنا وتلاحمنا مستذكرين صور البطولة التي سطرها الشهداء لنحمل رايتهم .
دروس الوحدة
وفي الذكرى ، " : ان "الوفاء لعهد الشهداء وبطولات شعبنا في معركة مخيم جنين يتطلب استخلاص الدروس والعبر لاعلان خطوات عملية في دفع عجلة الحوار الوطني لتحقيق المصالحة وانهاء الانقسام الذي لا يخدم سوى الاحتلال ، واضاف " سر صمودنا وافشالنا لهجمات الاحتلال المتلاحقة في مثل هذه الايام هو وحدتنا الوطنية التي يجب ان ننتصر لها ونعمل لبعثها من جديد لاننا امام تحديات كبيرة ، ومن مخيم جنين نتامل من حركة(حماس) ان تستجيب لمبادرة الرئيس الذي ندعم جهوده ونجدد البيعة له ان نبقى الجنود المخلصين في معاركنا المفتوحة مع الاحتلال حتى النصر ".
اما المحرر الشيخ بسام السعدي ابرز قادة حركة "الجهاد الاسلامي" ، فقال " ذكرى معركة مخيم جنين تحيي لدينا الامل وتجدد العقد والعزم على ضرورة نبذ الفرقة والخلاف والعمل على رص الصفوف لتحقيق وحدتنا التي تشكل سلاحنا الاوحد في مواجهة الاحتلال "، الشيخ الذي طاردته اسرائيل منذ اندلاع انتفاضة الاقصى التي استشهد فيها عدد من اسرته بما فيهم والدته وولديه وافرج عنه مؤخرا من سجون الاحتلال ، قال " مثلما نفتخر بتجربة الوحدة الميدانية على ارض مخيم جنين نشعر بالامل لاجتماع شمل كافة القوى الوطنية والاسلامية لاحياء الذكرى موحدين لنؤكد للعالم ان شعبنا لن يتنازل عن وحدته ولن يفرط بحقوقه ، وان مسيرتنا لن تتوقف حتى النصر والتحرير ".
اما الاسير الشيخ جمال ابو الهيجاء ابرز قادة حركة "حماس" ، فقال من سجنه " في ذكرى معركة مخيم جنين نتذكر الشهداء لنزداد شموخا ونحن نمضي على خطاهم بتحدي وارادة لنؤكد ان وحدتنا هي الاقوى وخيارنا وكلنا امل ان يرفع الله هذه الغمة عن شعبنا وكل قوانا لطي هذه الصفحة المؤلمة وتحقيق الوحدة التي نطمح بها ونصلي لاجلها ".
ابو الهيجاء المعزول والمحكوم بالسجن المؤبد 9 مرات ولم يسلم احد من اسرته من الاعتقال ، اضاف " كاسرى فرحنا كثيرا بتوحد كل قوى وفصائل المخيم الوطنية والاسلامية لاحياء ذكرى معركة الوحدة ، ونبارك كل الجهود التي تبذل لاعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني ، ونام لان تكون ذكرى المعركة الهاما للجميع لاستعادة الوحدة اليوم وليس غدا ". | |
|
أبو الوليد مشرف
عدد المساهمات : 21 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 29/03/2011
| موضوع: رد: ذكرى معركة جنين البطولية الأحد أبريل 03, 2011 3:01 pm | |
| ]right]الشهيد القائد البطل قائد سرايا القدس بمخيم جنين وقائد المعركة الأول بالمخيم
محمود طوالبة[/right] أيها الجنرال "صدقت الله فصدقك الله ونحن على ذلك من الشاهدين" ألم تقل ذلك لأمينك العام يا محمود؟ حينما خاطبك بأن الحرب كر وفر، فقلت له "إن الملتقى في الجنة بإذن الله" وها أنت ترتقي إلى الجنان شهيدًا فذًا، لا تعرف للانكسار طريقًا وتضع كل ألوية الجيوش العربية تحت ثقل أرطال النحاس والنياشين التي يصغرون تحتها وينوء بهم حملها، تضعهم في حجمهم القميء فيما أنت تتطاول فوق الرؤوس والتيجان لترتقي مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين.
يا محمود كسرت قيدك منذ أقل من شهرين ووضعت سجانيك في خندق العمالة من الذين سلموا أشقائك وإخوانك لجنود العدو ، وهم يختبئون كما الجرذان في دهاليز العتمة والعار.
يا محمود نحن لا نرثيك ولكن نبكيك كبكاء النبي صلى الله عليه وسلم لحمزة رضي الله عنه في معركة أحد ونقول: على مثل محمود فلتبكي البواكي.. ولكن يا محمود إن أمهاتنا لا زلن قادرات على إنجاب القادة والجنرالات أمثالك.
يا محمود. إن دمك يتوزع على دماء الأباء والأمهات لينجبن من أمثالك وأمثال إخوانك المجاهدين.
فسلام عليك يا محمود في الخالدين.. سلام على المجاهدين في جنين ومخيمها وفي نابلس وقلعتها وفي بيت لحم وكنيستها وفي الخليل وحرمها..
سلام على هذا الشعب الذي كشف هشاشة هذا العدو وأكد حقيقة هذه الدولة العبرية السائرة نحو الزوال.
يا شعبنا الأبي.. هذا هو أنت.. هذا هو محمود.. هذه هي معركة جنين.. هذه هي حركة الجهاد الإسلامي وحماس وكتائب شهداء الأقصى وكل المقاومين الأبطال.. هذا هو طريق الانتصار وطريق كسر قيود الذل والعار.
****** رحل محمود طوالبة بعد أن أودع في كل بيت فلسطيني وردة مغروسة وسط الدار لا ترويها المياه تذبل أبداً.. ينظر إليها الناس فيذكرون محمود الذي أودعهم هذه الأمانة.. يقسمون (لن نقيل.. فقد سقاها طوالبة بدمه فما ولن نستقي لرحاب الأقصى الطاهر، وحينها ينتصر المؤمنون ويفوز ركب الشهداء الأحرار الذين تقدم) حتى تنبت الوردة في من بينهم محمود طوالبة بعد أن سجل وإخوانه المجاهدين مفخرة جديدة في تاريخ الأمة اسمها (مخيم جنين).
بدأ الليل يرخي سدوله مساء يوم السابع من نيسان/ أبريل عام 2002، حينها رفع أبو عبد الله كفيه إلى السماء متمتماً بدعاء خافت، مبتهلاً إلى الله عز وجل أن يسدد رميته ويرزقه الشهادة في سبيله مقبلاً غير مدبر.
وفي أحد خنادق الجهاد الأولى حيث كان في أيام مطاردته مع إخوانه المجاهدين، غطى أبو عبد الله وجهه بكفيه وغاب في عالم الذكريات إلى ذلك اليوم القريب الذي طلّق فيه الدنيا الزائلة، وغاب عن زخرفها، تاركاً المال والأهل والولد بعد أن خاض ميادين الجهاد والمقاومة في كافة المواقع، لا يعرف له الخصم طريقاً.
ويكاد طوالبة أن يتحول إلى أسطورة بعد أن ارتقى سلم المقاومة تدريجياً وأتقن مهارات تصنيع العبوات وحرب العصابات، واستشهد بعد أن أصبح من أكثر من تطالب حكومة الاحتلال باغتيالهم، وذلك خلال الصمود البطولي ضد فوات الاحتلال التي حولت مخيم جنين إلى ركام.
نشأة طوالبة
ولد الشهيد القائد محمود أحمد محمد طوالبة في أحضان مخيم جنين للاجئين بتاريخ 19/3/1979 لعائلة فلسطينية متدينة، وتلقى تعليمه الأساسي والإعدادي في مدرسة وكالة الغوث قبل أن يتفرغ للعمل في مجال البناء، في أحد المحلات التجارية بمدينة جنين.
وفي صغره اعتاد محمود ارتياد المساجد والصلاة فيها وعرف بتدينه وورعه، وتزوج طوالبة ورزق ببنت أسماها دعاء (3 سنوات)، وولد أسماه عبد الله (3 شهور)، وبقيت حياة هذا البطل هادئة حتى بداية أحداث انتفاضة الأقصى المبارك في العام 2000.
وفي مخيم جنين وسط المنازل الصغيرة المتلاصقة أمضى محمود حياته القصيرة التي لم تتجاوز 23 عاماً، والتي أضحى فيها بطلاً شعبياً يرتقي فيها إلى درجة الأسطورة بالنسبة لأهالي المخيم ممن تبقى منهم بعد أن سويت منازله بالأرض ما بين 11 و13 نيسان 2002.
وفي لقاءات مع والدته وشقيقه الأكبر وأصدقائه ترتسم صورة شاب ملتزم وصاحب عزيمة يقول عنه الفلسطينيون أنه كان من الممكن أن يعيش حياته كأي إنسان، لولا الاحتلال وجرائمه.
طوالبة وانتفاضة الأقصى ومع انطلاقة انتفاضة الأقصى نهاية شهر أيلول/ سبتمبر 2000 كان للشهيد طوالبة دور مميز وكبير، فالتحق بصفوف حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس بعد أن تعرف على الشهيد محمد بشارات أحد أبرز قادة السرايا وعمل معه وقاتل إلى جانبه، وشاركه في كثير من عمليات إطلاق النار على الطرق الالتفافية التي كانت تمر منها قوافل المستوطنين والجيش الإسرائيلي.
وبعد أن اشتد عوده وتمكن من استعمال السلاح وتصنيع المواد المتفجرة، عُين قائداً عسكرياً لسرايا القدس في مخيم جنين، وعمل من خلال موقعه على الإشراف والتنفيذ المباشر لكثير من العمليات الاستشهادية التي قامت بها سرايا القدس.
رحلة الجهاد
صار طوالبة بعد عدد من العمليات الناجحة بنداً من بنود المحادثات الأمنية بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية التي مارست ضغوطاً حتى قامت السلطة باعتقاله في أواخر العام 2001 مما أثار تظاهرات شعبية استمرت ثلاثة أيام أمام أحد المراكز الأمنية قرب جنين حيث كان معتقلاً، ونقل لاحقاً إلى سجن نابلس حيث نجح في الفرار بعد أن استهدفت المقاتلات الجوية الإسرائيلية المعتقل بهدف القضاء على من فيه.
وفي مقابلة مع إحدى القنوات الفضائية بتاريخ 17/2/2002 قال الشهيد القائد محمود طوالبة (إن ما يقوم به العدو من اعتقالات واغتيالا ت وجرائم ضد ناشطين ومجاهدين فلسطينيين لن يؤدي إلى وقف جهاد شعبنا)، وقال أيضاً لوسيلة إعلامية أخرى (إن عمليات الاغتيال لن تردعنا ولن تردع الجهاد الإسلامي، ولا كتائب شهداء الأقصى، ولا القسام، ولا الشعب الفلسطيني كله، بل سنواصل نضالنا واقسم بالانتقام لدماء رفاقي).
تعرض الشهيد طوالبة كذلك لعدة محاولات اغتيال من بينها محاولة الاغتيال التي سقط فيها الشهيدان مجدي الطيب وعكرمة ستيتي من كتائب شهداء الأقصى، حيث استطاع أن ينزل من السيارة قبل إصابتها بصاروخ طائرة الاباتشي بلحظات، واستطاع أن ينجو كذلك من تفجير المحل التجاري الذي كان يعمل فيه مع أخيه بعد اكتشاف العبوة الناسفة في الوقت المناسب، إضافة إلى مغادرته لسجن الجنيد حيث كان معتقلاً هناك قبل قصفه بالطائرات بوقت قصير.
معركة مخيم جنين
يقول أحد مقاتلي المخيم إنَّ الشهيد طوالبة في أول أيام المعركة ذهب إلى أحد البيوت التي كان موجوداً فيها أهله، وبعد أن ودع زوجته وطفلاه دعاء وعبد الله ارتدى بدلته العسكرية وخرج لقيادة المجموعة المرابطة في حارة بيت الطوالبة، فقام على الفور بتلغيم بيته وجميع البيوت المجاورة، وبعد أيام قلائل عندما اقتحمت قوات الاحتلال المنطقة قام الشهيد القائد ورفاقه بتفجير عدد من العبوات الناسفة مما أربك الجنود الصهاينة وأجبرهم على الانسحاب.
ويقول أحد شهود العيان: لاحظ الشهيد محمود عدداً من الجنود ما زالوا في منزله فقام بحركة سريعة تمثلت في هجوم معاكس، وضرب عدد من العبوات التي كان يحملها على ظهره مما أدى إلى مقتل أربعة جنود على الفور.
استشهاده
في يوم الاثنين 7/4/2002 تراجع الشهيد محمود مع عدد من المجاهدين منهم رفيق دربه الشهيد عبد الرحيم فرج، إلى منطقة جورة الذهب في المخيم حيث حوصر هؤلاء الشهداء في أحد المنازل فقامت الطائرات الصهيونية بقصف المنزل مما أدى إلى استشهاد محمود ورفاقه.
صفحات مشرقة
ولد الشهيد القائد محمود الطوالبة في مخيم جنين لأسرة فلسطينية مجاهدة لجأت إليه بعد نكبة عام 1948 بعد أن دمر الاحتلال منازلهم وشردهم من قريتهم نورس القريبة من حيفا. والشهيد هو الابن الثاني في أسرته المكونة من 8 أشخاص وتقول والدته منذ صغره بدت عليه علامات التأثر بما تعرض له شعبنا من مآسي ونكبات, فتأثر بواقع معاناة اللجوء والحياة القاسية في مخيم جنين، فكبرت معه روح الانتماء للوطن والاستعداد للمقاومة وكراهية المحتل الغاصب الذي حرمه من حقه في العيش بأرضه كباقي البشر, وعندما كان يتحدّث والده عن مجازر الاحتلال وإرهابه كان يتمنى أن يكبر بسرعة لينتقم ويثأر من الصهاينة القتلة. فكان حديثه الدائم منذ الصغر عن فلسطين وحق العودة وحلمه الشهادة لذلك لم يتأخر في تحقيق حلمه، فانخرط في صفوف المقاومة وحركة الجهاد الإسلامي في ريعان الشباب, وبدأ يقضي أوقاته في المسجد ودور العبادة وساحات المقاومة ودعوة الشباب للعودة إلى الدين والإسلام وحمل لواء الجهاد. وفور اندلاع انتفاضة الأقصى لم يكتفِ طوالبه بالمشاركة في المواجهات والمسيرات بل شرع في تشكيل المجموعات السرية التابعة لحركة الجهاد الإسلامي والتي عملة على تطوير عمل المقاومة، والارتقاء بوتائر الفعل الجهادي المقاوم عبر رفد انتفاضة الحجر بالسلاح وعمليات المقاومة التي سرعان ما طورها إلى عمليات استشهادية.
جهاد ومقاومة وتضحية
كرّس الشهيد طوالبه كل لحظات حياته للمقاومة والتخطيط للعمليات الاستشهادية التي أثارت الهلع والرعب في صفوف الصهاينة الذين وضعوه في قائمة أبرز المطلوبين الخطيرين التي سلمت للسي أي ايه الأمريكية. وكان العدو الصهيوني و(cia) الأمريكية قد طالبوا السلطة الفلسطينية بكبح جماحه واعتقاله بعد إخفاق جهاز الشين بيت في اعتقاله وتصفيته, وقد شهد مخيم جنين مسيرات غاضبة على مدار أكثر من أسبوع بعد اعتقاله من الأجهزة الأمنية التي واصلت احتجازه لأكثر من شهرين وتمكن من الهرب من سجن نابلس بعد قصف الصهاينة له فعاد لمخيم جنين الذي استقبله بمسيرات حاشدة عبرت عن تقدير الجماهير الفلسطينية له واعتزازها الشديد به. وقد حظي باستقبال شعبي حاشد هتف المشاركون به بحياته وأشادوا ببطولاته التي جسدها في حياته.
ويروي أهالي مخيم جنين أن أهم عوامل صمود المقاومة في معركة المخيم الأخيرة المواقف البطولية لطوالبه مع قادة فصائل المقاومة الأخرى, فقد شوهد في ميدان المعركة يقود الهجمات ويتصدى ببسالة لجنود الاحتلال، وقال الناجون من الموت في المخيم أن طوالبه كان يرفض النوم ويحرس مجموعات المقاتلين ويزور الأهالي في بيوتهم ويطمئن عليهم, وقد نصب عدة كمائن لجنود العدو، وفجّر منازل وأحياء بهم، وتمكن لمرات كثيرة من محاصرة الجنود في الأزقة وقتالهم وتكبيدهم خسائر فادحة. وينقل الأهالي عن محمود إصراره على المقاومة ورفض دعوات الاحتلال للاستسلام.وفي حي الحواشين نجح طوالبة في محاصرة دورية من الجنود داخل منزل واشتبكوا معهم لعدة ساعات، وأكّد الأهالي أنهم سمعوا صرخات وعويل الجنود الذين لم تتمكن الطائرات من إنقاذهم رغم قصفها للموقع بعشرات الصواريخ وقد قتل خلال ذلك عدد من الجنود.
زوجة الشهيد
تجلس أم عبد الله زوجة الشهيد طوالبة معانقة فلذة كبدها الذي لم يبلغ الشهرين بعد، وقائلة لا يسعنا إلا أن نترحم عليه وندعو الله أن يطمئن قلوبنا عليه, محمود بطل ومنذ زواجنا كان حديثه المفضل عن الجهاد والشهادة والاستشهاد. وإذا حقق الله له أمنيته فإننا نباركها له وندعوه أن يثبتنا على عهده ودربه وقسمه, وقد شاهدته عدة مرات خلال الهجوم فكان يقبّل ولده عبد الله ويقول لي ادعي لي بالشهادة وازرعي هذه الروح لدى عبد الله ودعاء, أما والدته فضمت حفيدتها دعاء البالغة من العمر (4) سنوات, وقالت الله يرضى عليه مش كل واحد يحصل على هذه الشهادة لن أزعل أو أبكي لأنه اختارها هو اختار الشهادة وهذه الطريقة. وأنا فخورة بمحمود طوالبة وأرفع رأسي به عاليا وادعوا كل أم فلسطينية لتربية ابنها على درب ونهج محمود. ورسالتي التي أوجهها إلى شارون أن محمود حي لن يموت وجرائمك لن تمر دون عقاب وشعبنا سيتمسك بعهد وراية محمود ولن نركع ما دام فينا طفل يرضع.
تعسف وتنكيل
ولم تكتفِ قوات الاحتلال بتدمير منزل طوالبه خلال العدوان الأخير كما تقول والدته بل اعتقل كل من والده وشقيقه رائد وكلاهما نقلا للتحقيق في المراكز الصهيونية ولا زال مصيرهما مجهولاً, أما ابني مراد فيقبع في سجن عسقلان منذ عدة شهور بعدما اعتقل خلال محاولته تنفيذ عملية استشهادية في حيفا.
فجميع أسرتي تضيف سيواصلون درب النضال حتى نحقق حلمنا الكبير.
أسطورة طوالبة لم يصدّق الأهالي نبأ استشهاد القائد محمود طوالبة، بل بقيت حكاية استشهاده، تُطرح حولها الأسئلة، وبقيت الناس تردد اسمه، وتخفق القلوب به، وترفض العقول كل الحكايات المتداولة التي تتحدّث عن استشهاده، فالناس قد عشقت هذا الإنسان لبطولاته، وسيرته العطرة بينهم، ولتضحيته التي قرن فيها القول بالعمل، فهو لم يرسل الاستشهاديين فقط بل أرسل أخاه لتنفيذ عملية استشهادية في حيفا إلا أن الله شاء أن تعتقل سلطات العدو أخاه الشهيد الحي | |
|
جرح غزة Admin
عدد المساهمات : 76 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 30/03/2011
| موضوع: رد: ذكرى معركة جنين البطولية الأحد أبريل 03, 2011 7:17 pm | |
| | |
|